إيلاف - 8/2/2025 10:48:32 AM - GMT (+3 )

إيلاف من موسكو: في خطوة تحمل أصداء استراتيجية تتجاوز حدود موسكو ومينسك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بدء الإنتاج التسلسلي لأحدث أسلحة بلاده الباليستية فرط الصوتية، صاروخ "أوريشنيك"، مؤكّدًا أن أولى دفعاته ستتخذ من بيلاروسيا قاعدة انتشار قبل نهاية هذا العام.
بوتين، الذي ظهر إلى جانب حليفه الاستراتيجي ألكسندر لوكاشينكو في جزيرة فالام قرب سانت بطرسبرغ، قال إن مواقع النشر في بيلاروسيا تم اختيارها بعناية، وإن التحضيرات تسير بوتيرة تتيح الانتهاء منها قبل نهاية العام. وأعلن أن "السلسلة الأولى من الصواريخ دخلت بالفعل الخدمة القتالية".
"شجرة البندق"أوريشنيك، والذي يعني بالروسية "شجرة البندق"، لم يعد مجرد مشروع تجريبي. فقد دشن أول اختبار قتالي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ضد مصنع في دنيبرو الأوكرانية كان في الحقبة السوفيتية ينتج الصواريخ.
الصاروخ الذي تبلغ سرعته 10 ماخ ويحمل رؤوسًا حربية متعددة محصنة ضد الاعتراض، يمنح موسكو ورقة ردع متقدمة. بوتين نفسه ألمح إلى أن ضربة تقليدية متعددة الصواريخ قد تكون موازية لضربة نووية في تأثيرها التدميري.
أوروبا… في مرمى الاستراتيجية الجديدةالمدى التشغيلي لأوريشنيك، الذي يغطي أوروبا بأكملها، يضع كل العواصم الأوروبية تقريبًا ضمن المدى العملي للصاروخ، بدءًا من وارسو وبرلين، وصولًا إلى باريس ومدريد.
هذه الخطوة تأتي بعد أن أقر الكرملين عقيدته النووية المعدلة، التي وضعت بيلاروسيا تحت المظلة النووية الروسية، مما يقلص زمن الإطلاق ويضاعف الضغط الاستراتيجي على الناتو.
الناتو في حالة ترقبحذر بوتين الغرب صراحة من إمكانية استخدام أوريشنيك ضد حلفاء أوكرانيا في حال استمرار تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى تستهدف الأراضي الروسية.
بيلاروسيا، التي تملك حدودًا طويلة مع أوكرانيا تصل إلى أكثر من ألف كيلومتر، تمنح موسكو موقعًا متقدمًا لنشر هذا السلاح، وتعزز قدرتها على استهداف مواقع في شرق ووسط أوروبا بزمن رد قصير.
رسالة الردع الجديدةبإدخال أوريشنيك الخدمة الفعلية، ترسل روسيا إشارة مزدوجة:
إلى الداخل الروسي: تأكيد القوة العسكرية والتفوق التكنولوجي.
إلى الخارج، خصوصًا أوروبا والناتو: موسكو لم تعد بحاجة لعبور محيطات الردع التقليدي، فالسلاح على الأبواب.
إقرأ المزيد