سكاي نيوز عربية - 8/1/2025 9:23:42 PM - GMT (+3 )

ونقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية، عن أطباء قولهم إن الأطفال الصغار لديهم احتياطات أقل من الطاقة، ما يجعل أجسادهم تضعف وتهزل، مشيرين إلى أن الجوع يعرضهم للموت أسرع من البالغين.
وقال أستاذ التغذية الدولية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي في غامبيا، أندرو برينتيس: "من دون طعام، يمكن أن يموت الطفل خلال أسبوعين تقريبا، بينما يستطيع البالغ البقاء على قيد الحياة ما بين 40 إلى 70 يوما".
وأضاف أن البالغين في غزة يواجهون خطرا كبيرا أيضا، لكن الأطفال هم الأكثر عرضة للانهيار بسبب حاجتهم الأعلى للطاقة.
وتشير بيانات تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكاملة (IPC)، إلى أن نحو ثلث سكان غزة، أي حوالي 420 ألف شخص، يمضون أياما دون طعام، بينما يعتقد أن واحدا من كل خمسة أشخاص معرض لخطر المجاعة.
لماذا يتأثر الأطفال أكثر بالجوع؟
عندما لا يحصل الفرد على حاجته الضرورية من الغذاء، لا ينهار الجسم مباشرة بل يذبل تدريجيا.
فخلال الساعات الـ24 الأولى، يعتمد الجسم على مخزونه من السكر الموجود في الكبد، وبمجرد نفاد هذا المخزون يبدأ الجسم بحرق الدهون للحصول على الطاقة.
بالنسبة للبالغين، تأخذ هذه المرحلة وقتا طويلا، بينما تحدث لدى الأطفال والرضع بسرعة أكبر، فأجسامهم تحرق الطاقة بسرعة، ويحتاجون إلى سعرات حرارية أكثر بكثير من البالغين للبقاء على قيد الحياة بسبب صغر حجم أجسادهم.
كما أن أدمغة وقلوب الأطفال والرضع في مرحلة نموها، وتحتاج إلى الطاقة.
وبمجرد نفاد مخزون الدهون في الجسم، يدخل الإنسان مرحلة خطيرة، يبدأ فيها الجسم بتكسير العضلات والأنسجة الحيوية للحصول على الطاقة.
وفي هذه المرحلة، يبدأ الجسم بالتهام نفسه للبقاء على قيد الحياة، فتنكمش العضلات وتبدأ الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكليتين بالتدهور.
الأطفال لديهم كتلة عضلية أقل من البالغين، ما يسرع وصول أجسادهم إلى هذه المرحلة.
وفي هذه المرحلة، تزداد هزالة الأطراف وتبرز العظام وتغور العيون والخدود، يجف الجلد ويتقشر، ويصبح الشعر هشا ويتساقط، بينما قد يتورم البطن أو القدمين بسبب نقص البروتين.
وذكرت "تلغراف" أن أهالي غزة يعيشون الآن هذه المرحلة المتقدمة من سوء التغذية، وفقا للخبراء.
ويشعر الجوعى ببرودة شديدة طوال الوقت، وتتوقف الغدد الدرقية عن العمل، ويعجز الجسم عن إنتاج الحرارة لتدفئة نفسه.
وفي هذه المرحلة أيضا، يعجز الجسم عن الحركة، وتصبح أبسط المهام بطيئة ومرهقة، إن لم تكن مستحيلة، وفي مرحلة متقدمة، يبدأ الجائعون في رؤية هلاوس.
وقد يتوفى المصاب إما بسبب فشل القلب، أو بسبب عدوى، أو حتى نزلة برد بسيطة أو جرح في الجلد، لأن الجهاز المناعي ينهار.
وقالت نزيهة الموساوي، مستشارة الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش في الصليب الأحمر البريطاني، إن المساعدات التي تصل إلى غزة ليست كافية لمواجهة حجم المعاناة، مشيرة إلى هذه أزمة سيصل تأثيرها إلى لأجيال مقبلة.
وأصافت: "المجاعة المزمنة تؤدي إلى آثار صحية طويلة الأمد قد تكون غير قابلة للشفاء لدى الأطفال، وقد تؤثر هذه المجاعة على نمو الدماغ، ووظائف الأعضاء".
إقرأ المزيد