وثيقة سرية تفجّر مفاجأة: "توقيع مصري سعودي" على إخراج حماس من غزة
إيلاف -

إيلاف من القاهرة: في خطوة وُصفت بالمفاجئة والمثيرة للجدل، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وثيقة قالت إنها موقعة من عدة دول، أبرزها مصر وفرنسا والمملكة العربية السعودية، تدعو إلى استبعاد حركة حماس من أي سيناريو مستقبلي لغزة، ضمن خطة لإعادة ترتيب المشهد السياسي في القطاع بعد الحرب.

الصحيفة العبرية أوضحت أن الوثيقة تدعو بشكل واضح إلى نزع سلاح حماس، معتبرة أن ذلك شرط "ضروري" لإنهاء التوتر الإقليمي. وتأتي هذه التسريبات في وقت حساس، مع تصاعد القلق في القاهرة من احتمال إقدام إسرائيل على خطوات أحادية الجانب لضم أجزاء من غزة، في سياق ما وصفته الصحيفة بـ"إعادة تشكيل الواقع بما يتماشى مع المصالح الأمنية الإسرائيلية".

اللافت في الوثيقة، وفق معاريف، أن مصر هي الطرف الأكثر تحركًا في هذا الاتجاه، إذ أطلقت ما قالت إنه "مبادرة مصرية جديدة" تنص على نزع سلاح حماس مقابل إقامة دولة فلسطينية. وذكرت أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي توجه إلى واشنطن بهدف الترويج لهذه المبادرة لدى كبار المسؤولين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في محاولة لبناء توافق أميركي واسع بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة.

وتزامنت هذه التحركات مع محادثات مكثفة تجريها مصر بالتنسيق مع قطر وأطراف إقليمية ودولية، سعيًا للتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن التفاهم المطروح في القاهرة ينص على أن يكون وقف إطلاق النار مدخلًا إلزاميًا لبدء مناقشات إعادة الإعمار وصياغة شكل الإدارة المدنية في القطاع بعد انتهاء المعارك.

وفي تطور متصل، كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" أن الوثيقة التي تم تقديمها إلى الأمم المتحدة، خلال مؤتمر تعزيز حل الدولتين في نيويورك، كانت موقعة من مجموعة من الدول العربية من بينها مصر، الأردن، قطر، السعودية، إلى جانب تركيا وفرنسا. وتهدف الوثيقة إلى إدانة حماس علنًا والعمل على إخراجها من المشهد الغزي.

وتشير مصادر دبلوماسية، بحسب معاريف، إلى أن القاهرة تشعر بقلق بالغ من استمرار الدعم الأميركي "الفعلي" للسياسات الإسرائيلية، رغم ما يظهر علنًا من انتقادات أميركية خجولة للقيود الإنسانية المفروضة على غزة. ونقل عن دبلوماسي مصري رفيع المستوى، كان مرافقًا للوزير عبد العاطي خلال اجتماعاته في واشنطن ونيويورك، قوله إن "جذور الأزمة الحقيقية تكمن في أن الضغط الدولي لا يغيّر فعليًا من الموقف الأميركي الثابت في دعم إسرائيل".

ويبدو أن مصر، رغم هذه المعطيات، تعمل على توسيع هامش المناورة السياسية بالتنسيق مع قطر، في محاولة لصياغة تسوية جديدة تمنع الانفجار الإقليمي، وتمنح القضية الفلسطينية مسارًا سياسيًا مختلفًا عن تلك التي رسمتها إسرائيل في الميدان.



إقرأ المزيد