الشرق - 9/17/2025 12:13:27 PM - GMT (+3 )

في إطار حرص دولة قطر على مواصلة التشاور والتنسيق السياسي العربي على أعلى المستويات، تأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
ويبحث سمو أمير البلاد المفدى خلال الزيارة مع أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتقويتها في مختلف المجالات بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية والمستجدات الراهنة.
وتعكس زيارة سمو أمير البلاد المفدى للأردن متانة العلاقات بين البلدين وحرصهما على بناء شراكات واسعة بينهما ودفع مسارات التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وتكتسب زيارة سمو الأمير المفدى للعاصمة الأردنية عمان أهمية خاصة في ظل الظروف الراهنة والمستجدات المتسارعة في المنطقة، ومن كونها أول زيارة خارجية يقوم بها سمو الأمير المفدى للخارج بعد العدوان الإسرائيلي الغادر الذي تعرضت له دولة قطر في التاسع من سبتمبر الجاري وبعد القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها الدوحة يوم الإثنين الماضي.
وتجسيدا لمتانة وقوة العلاقات الأخوية بين دولة قطر والأردن، تلقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، عقب العدوان الإسرائيلي على دولة قطر اتصالا هاتفيا من أخيه جلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وخلال الاتصال، أكد جلالته تضامن الأردن مع دولة قطر وإدانتها الشديدة للهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، مؤكدا أنه انتهاك صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية، وأنه تهديد خطير لأمن دولة قطر ودول المنطقة، كما شدد جلالته على رفضه القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة.
وفي هذا السياق قام صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، بزيارة تضامنية إلى دولة قطر، وقد استقبله حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بمكتبه في قصر لوسيل، حيث نقل سمو ولي العهد الأردني إلى سمو الأمير المفدى تحيات أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وتأكيده رفض الأردن لأي عمل يمس أمن واستقرار وسيادة قطر، وإدانته للعدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف الدوحة، والذي يعد خرقا للقانون الدولي، مؤكدا وقوف الأردن وتضامنه مع قطر وشعبها.
وتعود جذور العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين إلى عام 1972، ومنذ ذلك الحين، شهدت تطورا ملحوظا على كافة الأصعدة. وتعتبر الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حجر الزاوية في هذه العلاقات، حيث تساهم في تعميق أواصر الأخوة وتحديد مسارات التعاون المستقبلي.
وتتسم علاقات قطر والأردن بأنها علاقات تاريخية متينة، تطورت وتعززت على مر السنين لتصبح شراكات استراتيجية وثيقة، نتيجة الحرص والرغبة المشتركة لقائدي البلدين في دفعها إلى آفاق رحبة، وبفعل الزيارات المتبادلة والمتواصلة وعلى أعلى المستويات بين الدولتين.
وتتطابق مواقف ورؤى الدولتين إزاء دعم حقوق الشعب الفلسطيني وسعيه لإقامة دولته المستقلة، وتعملان بشكل وثيق وتنسيق متكامل في المحافل الدولية لتخفيف معاناة أهالي قطاع غزة، ويشكل التعاون القطري الأردني في المجال الإنساني والتنموي أحد أبرز أوجه الشراكة بين البلدين، حيث يعملان بشكل منسق لضمان إيصال المساعدات الطبية والإغاثية والإيوائية، وتوفير المستلزمات الطبية الطارئة إلى الأشقاء في قطاع غزة وسوريا.
وتتميز العلاقات الثنائية بين دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية تاريخيا بالأخوة المستندة على الاحترام المتبادل والحرص المشترك على تنميتها والارتقاء بها بفضل توجيهات قائدي البلدين الشقيقين.
وقد شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين منذ انطلاق التمثيل الدبلوماسي بينهما على مستوى السفراء عام 1972 تطورا ونموا ملحوظا في كافة المجالات بفضل الرؤى الحكيمة للقيادتين، وبما يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشهدت مسيرة العلاقات بين دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية على مر السنين، زخماً في الزيارات الرسمية المتبادلة للوزراء وكبار المسؤولين نتج عنها توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تعزز العلاقات الثنائية القوية بين البلدين الشقيقين وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعمالية.
وتنظم العلاقات بين الدوحة وعمان، مجموعة من الاتفاقيات الثنائية، ومذكرات التفاهم التي تغطي التعاون بين الطرفين في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والصحة والثقافة والعمل والنقل الجوي والبحري والسياحي والقضاء والجمارك والتبادل الأخباري، وأنشطة التقييس وتنظيم استخدام العمال الأردنيين، وتجنب الازدواج الضريبي، والتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وفي مجال الأشغال العامة، والشؤون البلدية والشباب والرياضة.
وتقوم العلاقات الاقتصادية بين قطر والأردن على شراكة استراتيجية عميقة في الاستثمار والطاقة والبنية التحتية، وتناقش الزيارات المتبادلة بين الوفود التجارية والاقتصادية، من الطرفين، علاقات التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارات المتبادلة، والدور الذي يلعبه القطاع الخاص في تعزيز التبادل التجاري، ويقوم مجلس الأعمال القطري الأردني بدور هام في تعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين وفتح الآفاق نحو مزيد من التعاون التجاري والاقتصادي.
ويتطلع البلدان إلى بناء علاقات اقتصادية جديدة وواسعة بينهما بما ينعكس على زيادة المبادلات التجارية بينهما وتوسيع قاعدة المشاريع الاستثمارية المشتركة، ويسعى الأردن إلى استقطاب استثمارات قطرية جديدة وتوسيع القائم منها حاليا، بقطاعات العقار والسياحة والصناعة والطاقة والسوق المالي.
وواصل حجم الميزان التجاري بين الأردن وقطر نموه الملحوظ خلال عام 2024، حيث سجل ارتفاعا بنسبة 5.6 بالمئة على أساس سنوي مقارنة بعام 2023. ووفقا لإحصاءات موقع جهاز التخطيط والإحصاء في قطر، بلغ حجم التبادلات التجارية بين البلدين خلال العام الماضي قرابة 250 مليون دولار، وذلك مقابل 236 مليون دولار خلال عام 2023، و219 مليون دولار خلال عام 2022.
وفي ديسمبر الماضي شاركت غرفة قطر في مؤتمر الاستثمار الخليجي الأردني الأول، والذي عقد في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، وتركزت جلسات العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية الأردنية الخليجية من خلال تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وكذلك الفرص والتسهيلات الاستثمارية المتاحة في الأردن، والفرص والتحديات في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية بدول مجلس التعاون الخليجي والأردن، وأيضا التعاون في مجالات السياحة والسياحة العلاجية، والشراكات الاستراتيجية بين دول المجلس والأردن في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والصناعة الغذائية.
إقرأ المزيد