الشرق - 9/17/2025 8:05:17 AM - GMT (+3 )

يشكّل علاج العقم والخصوبة واحداً من أكثر المجالات الطبية حساسية وأهمية للأسر؛ خصوصاً مع تزايد العوامل المرتبطة بنمط الحياة الحديث وتأجيل الإنجاب لدى الكثير من الأزواج. ومن هذا المنطلق برز مستشفى الأمان كوجهة رائدة في قطر لتقديم حلول متكاملة تجمع بين الخبرة الطبية الرفيعة وأحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات في هذا التخصص الدقيق.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور يزن عبد الله - استشاري علاج العقم والخصوبة في مستشفى الأمان - أن القسم يضع نصب عينيه هدفاً أساسياً يتمثل في تمكين الأزواج من تحقيق حلمهم بالإنجاب من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة كالذكاء الاصطناعي والفحوص الجينية مع الرعاية الإنسانية والدعم النفسي؛ بما يضمن نسب نجاح عالية وتجربة علاجية متكاملة.
◄ ما الرؤية الأساسية التي يقوم عليها قسم علاج العقم والخصوبة في مستشفى الأمان؟
رؤيتنا تقوم على توفير رعاية متكاملة لا تقتصر على الجانب الطبي فقط، بل تمتد إلى الدعم النفسي والاجتماعي للأزواج؛ مع الاعتماد على أحدث التقنيات الطبية. نؤمن أن رحلة علاج العقم يجب أن تكون شاملة، تبدأ من التشخيص الدقيق وتنتهي بتحقيق حلم الأسرة بالإنجاب في بيئة آمنة وإنسانية.
◄ ما الفئة العمرية الأكثر شيوعاً بين المراجعين للقسم؟
الفئة الأكثر شيوعاً هي ما بين 28 و40 عاماً، واللافت أن هناك ارتفاعاً في نسبة السيدات اللواتي يبدأن رحلة العلاج في أواخر الثلاثينات، وهو أمر يرتبط غالباً بتأخير الإنجاب بسبب أولويات مهنية أو دراسية.
◄ هل تلاحظون ازدياد حالات العقم لأسباب متعلقة بنمط الحياة الحديث؟
بالفعل، من أبرز الأسباب التي نراها اليوم هو تأجيل قرار الإنجاب بسبب ضغوط الحياة المهنية ورغبة الكثير من السيدات في تحقيق إنجازات وظيفية قبل تكوين أسرة. هذا التأخير يؤدي إلى تراجع الخصوبة مع التقدم في العمر، حيث تقل جودة البويضات بعد سن الخامسة والثلاثين. كما أن أنماط الحياة غير الصحية مثل قلة النشاط البدني والضغط النفسي والتغذية غير المتوازنة لها دور إضافي.
◄ كيف يتم التعامل مع الحالات المعقدة أو التي فشلت قبل القدوم إليكم؟
هذه الفئة تحتاج إلى تقييم معمق جداً، إذ نراجع تاريخها العلاجي بدقة ونحدد أسباب الفشل السابق، وبعد ذلك نضع خطة علاج فردية تناسب الحالة، مع إتاحة أحدث الحلول التقنية مثل الفحص الجيني للأجنة أو الحقن المجهري. الأهم أننا نعمل على إعطاء الأمل من جديد بطريقة علمية واقعية.
◄ هل لديكم برامج متابعة طويلة الأمد للمرضى بعد نجاح الحمل؟
نعم، لا ينتهي دورنا بمجرد حدوث الحمل، لدينا برامج متابعة مع أطباء النساء والولادة لضمان استمرار الحمل بشكل صحي، مع تقديم استشارات تغذية ونصائح وقائية. هذا يبعث الطمأنينة في نفوس الأمهات خصوصاً بعد رحلة علاج طويلة.
◄ ما أبرز العلاجات المتاحة حالياً في القسم؟
نوفر جميع الخيارات العلاجية المتعارف عليها عالمياً مثل أطفال الأنابيب، الحقن المجهري، تجميد الأجنة والبويضات، إضافة إلى الفحوص الجينية الحديثة. هذه العلاجات تتيح حلولاً مختلفة تناسب كل حالة بحسب احتياجاتها وظروفها.
◄ كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تقييم الأجنة أو تحسين نسب النجاح؟
التقنيات الذكية باتت جزءاً أساسياً من عملنا، حيث تساعد في تقييم صور الأجنة بشكل دقيق وتحديد الأفضل للزرع. هذا يختصر الوقت، ويقلل نسبة الفشل، ويعطي الأزواج فرصة أعلى لتحقيق الحمل من المحاولة الأولى.
◄ ما الفرق بين الإجراءات التقليدية والتقنيات الحديثة في هذا المجال؟
الإجراءات التقليدية كانت تعتمد بدرجة كبيرة على تقدير الطبيب وخبرته، بينما الحديثة تدمج بين الخبرة البشرية والتحليل الرقمي الدقيق، الفارق الأساسي هو زيادة نسب النجاح وتقليل الأخطاء؛ إضافة إلى توفير حلول لم تكن ممكنة سابقاً مثل الفحص الجيني.
◄ هل يتم إدخال تقنيات مثل فحص الأجنة وراثياً قبل الزرع (PGD/PGS) في القسم؟
نعم؛ هذه الخدمة متاحة لدينا وتشكل نقلة نوعية في مجال علاج العقم والخصوبة، فحص الأجنة وراثياً قبل الزرع (PGD/PGS) يتيح لنا التأكد من سلامة التركيبة الجينية للأجنة قبل إعادتها إلى رحم الأم. هذه الخطوة تمنحنا قدرة على استبعاد الأجنة التي تحمل خللاً كروموسومياً قد يؤدي إلى الإجهاض أو إلى أمراض وراثية معقدة.
إن أهمية هذا الفحص تكمن في أنه يعزز فرص الحمل السليم ويقلل من المخاطر بشكل كبير؛ خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة مثل السيدات اللواتي تجاوزن الخامسة والثلاثين من العمر، أو الأزواج الذين لديهم تاريخ مع الإجهاض المتكرر، أو العائلات التي تعاني من أمراض وراثية معروفة.
في مستشفى الأمان نعتمد هذه التقنية باستخدام أحدث الأجهزة المخبرية، مع فريق متخصص في علم الأجنة والوراثة، وبفضل هذه الخدمة نتمكن من زيادة نسب النجاح بشكل ملحوظ، حيث يتم اختيار الأجنة ذات التركيب الجيني السليم والأكثر قابلية للانغراس والنمو. والنتيجة أن الأزواج يدخلون رحلة الحمل بثقة أكبر واطمئنان إلى أن فرصتهم في إنجاب طفل سليم صحياً أعلى بكثير.
◄ ما أهم العوامل التي تتحكم في نسبة النجاح؟
أبرز العوامل: عمر الزوجة، جودة البويضات والحيوانات المنوية، الحالة الصحية العامة، إضافة إلى التزام الزوجين بالخطة العلاجية والتوصيات الطبية.
◄ كيف يتم توعية المرضى بواقعية النتائج قبل البدء بالعلاج؟
نحرص على الشفافية الكاملة مع المرضى. نعرض لهم نسب النجاح المرتبطة بأعمارهم وحالاتهم الخاصة، ونوضح أن النجاح ليس مضموناً بنسبة 100%. هذا الوضوح يبني الثقة ويخفف من الإحباط في حال عدم تحقق النتيجة من المحاولة الأولى.
◄ ما الذي يميز بروتوكولات العلاج عندكم عن المراكز الأخرى في المنطقة؟
نحن لا نتبع بروتوكولاً واحداً للجميع، بل نصمم خطة علاج فردية تناسب كل حالة. ندمج بين الخبرة الطبية وأحدث التقنيات، ونركز على الدعم النفسي بقدر تركيزنا على الجانب الطبي، وهذا ما يجعلنا مختلفين.
◄ ما الخطط المستقبلية لتطوير القسم خلال السنوات القادمة؟
نعمل على إدخال تقنيات أحدث في الفحص الجيني، وتوسيع قدرات مختبر الأجنة، إضافة إلى الاستثمار في تدريب الكوادر القطرية المتخصصة. كما نخطط لتعزيز التعاون مع مراكز بحثية عالمية لتطوير المجال محلياً.
◄ كيف ترى مستقبل علاجات الخصوبة مع التقدم في علم الجينات والذكاء الاصطناعي؟
المستقبل سيكون أكثر دقة ونجاحاً. علم الجينات سيمكننا من تفصيل العلاج لكل زوجين بناءً على تركيبتهم الوراثية، والذكاء الاصطناعي سيجعل التشخيص أسرع وأدق. في النهاية، هذه التطورات ستجعل حلم الإنجاب متاحاً لشريحة أكبر من الأزواج.
إقرأ المزيد