الشرق - 12/31/2024 11:50:24 AM - GMT (+3 )
الشفق القطبي أعلى نيوزيلندا من متحف غرينتش الملكي (لارين راي)
الدوحة - موقع الشرق
تسهم الصور التي تلتقطها المراصد الفضائية وغيرها في تعزيز معرفة الإنسان بعظمة أسرار السماء وخفايا الكواكب والمجرات وعلم الفلك، فما يصل إلينا ونراه بعيوننا المجردة بالنظر إلى الأعلى صيفاً أو شتاءً أو باستخدام تقنيات متطورة في معامل ومراكز أبحاث سبقتها محاولات آخرين بمئات السنين، يبقى مجرد بداية الي لا يزال الإنسان يقف على أبوابها رغم محاولاته المستمرة لفك شفرة الكون.
واستعرض تقرير بموقع "الجزيرة نت" ما اعتبره أروع وأفضل 10 صور فلكية التي صدرت في عام 2024.
عام الشفق القطبي
ينتُج الشفق القطبي بسبب تفاعل الجسيمات المشحونة بالطاقة القادمة من الشمس مع الغلاف المغناطيسي للأرض.. وخلال مايو الماضي انهمر شلال من عشرات الآلاف من الصور القادمة من كل مكان في قارة أوروبا تقريبا وكذلك كندا وأمريكا وأستراليا، بعد وصول أثر عاصفة شمسية شديدة للأرض والتي كانت الأقوى منذ حوالي 20 سنة مضت، كانت الظاهرة واضحة لدرجة أنه لتصويرها لم يحتج الناس لكاميرات معقدة بل فقط هواتفهم العادية.
وفي هذا السياق تأتي هذه الصورة، التي تظهر شفقاً قطبياً بدرجات نادرة من اللونين الأحمر والوردي فوق نيوزيلندا، والتي التقطها المصور الفلكي لارين راي، ليسجل ذلك الحدث الذي أدهش الملايين حول العالم.
* الشفق القطبي أعلى نيوزيلندا من متحف غرينتش الملكي (لارين راي).PNG
النجوم الوليدة
تُظهر هذه الصورة البديعة التي التقطتها كاميرا الأشعة تحت الحمراء في مرصد جيمس ويب الفضائي منطقة تشكل النجوم المسماة "إن جي سي 604″، التي تقع من الأرض على مسافة 2.73 مليون سنة ضوئية، وفيها يظهر كيف تنحت الرياح الصادرة من النجوم الشابة الساطعة الساخنة تجاويف في الغاز والغبار المحيطين بها.
الرياح النجمية ظاهرة طبيعية، وهو اصطلاح يعبر عن جسيمات مشحونة بالطاقة تنطلق من النجوم، وتطلق شمسنا رياحا شبيهة، يصيب أثرها الأرض من حين لآخر، ولكن للأرض غلاف مغناطيسي يحميها.
* السحابة النجمية إن جي سي 604 في مجرة المثلث (ناسا)
خليج ليس على الأرض
خليج قوس قزح، هو منطقة على سطح القمر تقع على الحافة الشمالية الغربية لبحر الأمطار ، ويعتبر إحدى السمات الجيولوجية البارزة على القمر، حيث يتميز بمظهره الهلالي الجذاب.
تكوّنت تلك المنطقة نتيجة تأثير اصطدام قديم في القشرة القمرية، أعقبه تدفق الحمم البركانية التي غطت المنطقة وخلقت سطحا أملس، ولذا يعتبر هذا الخليج منطقة مثالية لدراسة البراكين القمرية والأنشطة الجيولوجية القديمة، ويُنظر إليه كمنطقة محتملة لهبوط المركبات الفضائية المستقبلية بسبب تضاريسه المستوية نسبيًا.
ويمكن رؤية خليج قوس قزح باستخدام التلسكوبات أو المناظير، خصوصًا عندما تكون الإضاءة على سطحه جانبية، مما يجعل الجبال المحيطة تبرز بوضوح، وفي هذه الصورة التي التقطها المصور الفلكي جابور باليز، تظهر ظلال الجبال واضحة لافتة للانتباه.
* خليج قوس قزح من متحف غرينتش الملكي (جابور باليز)
مستعر أزرق
في أثناء مسح معتاد للسماء خلال مارس 2024، تمكن مرصد هابل الفضائي من التقاط هذه الصورة لمجرة سميت "ليدا 22057″، التي تقع على بعد حوالي 650 مليون سنة ضوئية في كوكبة التوأم، أثناء حدث عظيم اختبرته المجرة، وهو مستعر أعظم، يلمع في الصورة كنقطة زرقاء باهتة، أسفل نواة المجرة مباشرة وإلى اليمين منها، وتبرز على خلفية الأذرع الحلزونية الشبحية للمجرة.
يُصنف هذا المستعر الأعظم على أنه مستعر أعظم من النوع 1 إيه، ويتطلب هذا النوع من المستعرات الأعظمية وجود نجمين، أحدهما عملاق أحمر ضخم، والآخر قزم أبيض صغير، لكن هذا الصغير يملك من قوة الجاذبية ما يمكنه من سحب مادة النجم العملاق، ومع تراكمها على سطحه يتطور الأمر بشكل درامي ليصبح انفجارا من الضخامة بحيث يمكن أن يرى في المجرة كلها!
* مستعر أزرق باهت في المجرة ليدا 22057 (ناسا)
مذنب العام
تسوتشينشان أطلس، المذنب الذي شغل غالبية هواة السماء ليلا خلال شهر أكتوبر هذا العام، كان واحداً من ألمع المذنبات التي مرت بنا خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة وأنه كان من السهل أن تحدد مكانه بين كوكب الزهرة اللامع ونجم السماك الرامح.
هذا المذنب سيعود مرة أخرى ليقترب من الأرض بعد 80 ألف سنة، مما يعني أن من رآه، فقد رآه لآخر مرة في حياته، وهو شعور غريب حقاً أن تقف في أرض نائية بعض الشيء، بعيداً عن إضاءة المدن، لتتأمل شيئا أنت واثق تماما أن تلك هي فرصتك الأخيرة لرصده، هنا تتعلم أن هذا العالم الواسع بالأعلى كبير جدا لدرجة أن أعمارنا نحن البشر لا تمثل إلا أقل من لحظة في دورته.
* مذنب تسوتشينشان أطلس من سماء أوهايو في الولايات المتحدة الأميركية (جيم فاجدا)
حزام المجرة
إذا قررت أن تخرج في إحدى الليالي الصيفية لمنطقة نائية، بعيدة عن إضاءة المدن وازدحامها الذي يتسبب في ازدحام شبيه داخل النفس، يمكن لك أن تلاحظ سحابة دخانية خافتة تسير في السماء، ليست هذه السحابة إلا حزام المجرة، والذي يمثل بدوره تراكب أذرع مجرتنا درب التبانة بعضها فوق بعض.
وتمكن المصور الفلكي توم راي، من دمج صورته لحزام المجرة مع مشهد طبيعي بديع، إلى جانب ذلك تمكن من إظهار ما يسميه العلماء "حلقة برنارد" على يسار الصورة، والتي تلف كوكبة الجبار.
وتشكل الحلقة قوسًا واسعًا نصف دائري بطول 300 سنة ضوئية كاملة يغطي جزءًا كبيرًا من مركب سحابة الجبار الجزيئية، وقد سُميت على اسم عالم الفلك الأميركي إدوارد إيمرسون برنارد، الذي صورها لأول مرة في عام 1894.
* حزام المجرة من متحف غرينتش الملكي (توم راي)
الرامي أ* مرة أخرى
في أغسطس الماضي، أجرى مشروع مرصد أفق الحدث أرصاداً جديدة حققت أعلى دقة حصل عليها العلماء على الإطلاق في تصوير الثقوب السوداء، وذلك من خلال رصد الضوء الصادر من مراكز المجرات البعيدة بتردد حوالي 345 غيغاهرتزا.
وبعيدا عن التعقيدات التقنية، فإن ذلك يعني تمكن العلماء من رصد الثقب الأسود في قلب المجرة مسيية 87 بطريقة جديدة مختلفة، مما يضيف إلى معرفتنا عنها، ويطور من فهم العلماء لكيفية عمل هذه العملاقة السماوية البديعة.
ويشبه ذلك أن تلتقط 3 صور لشخص ما، الأولى صورة ضوئية عادية، والثانية من مقراب رؤية ليلية، والثالثة عبر جهاز أشعة سينية في أحد المستشفيات، الصور الثلاث في نطاقات تردد مختلفة، وكل منها يعطي تفاصيل مختلفة، فالأولى تعطي تفاصيل الوجه والجسم، والثانية تبين قدر ما يصدره هذا الشخص من حرارة، والثالثة تخترق جلده وعضلاته لتبين شكل عظامه، والصور الثلاث في مجموعها تعطي بيانات أدق عن هذا الشخص مقارنة بالصورة الضوئية فقط.
* صورة جديدة للثقب الأسود بـ3 ترددات مختلفة تعطي تفاصيل أدق للعلماء (مرصد أفق الحدث)
مجرات مخيفة
للوهلة الأولى تظن أنها زوج من العيون التي تنظر إليك من وجه نزع عنه الجلد، لكنها ليست إلا مجرتين على مقربة بعضهما من بعض سميتا "آي سي 2163″ إلى اليسار و"إن جي سي 2207" إلى اليمين، فحصهما مرصدا هابل وجيمس ويب في أكتوبر الماضي، لتظهر واحدة من أجمل الصور الفلكية هذا العام.
أزواج المجرات ظاهرة شائعة في الكون المنظور، وقد رصد العلماء هذه الأزواج في مراحل عدة من التقائها، فقد تكون بعيدة نسبيا بعضها عن بعض، وقد تكون متداخلة تماما ومشوهة لكن بشكل بديع.
* مجرتان متقاربتان سميتا آي سي 2163 إلى اليسار وإن جي سي 2207 إلى اليمين (ناسا)
عبر الشمس
تتوالى أخبار الشمس كثيراً هذه الأيام، وذلك لأننا نختبر خلال 2024 و2025 ذروة النشاط في الدورة الشمسية الحالية، والتي تمثل تغيرا في نشاط الشمس يتطور خلال 11 سنة بين ذروة نشطة، نشهد خلالها العديد من الانفجارات الشمسية وقد نلمس أثرها على الأرض، وحضيض هادئ، يقل خلاله نشاط الشمس إلى حد أدنى.
وفي هذه الصورة، التي التقطها المصور الفلكي توم ويليامز، يبدو النشاط الشمسي واضحا، كما يمكنك ملاحظة محطة الفضاء الدولية، التي كانت تمر أمام الشمس لحظة التقاط الصورة، لتبين قدر ضئالتنا أمام هذا النجم العملاق.
ورغم أنها متوسطة الحجم، فإن الشمس من الضخامة بحيث يمكن لها أن تبلع أكثر من مليون كرة أرضية كاملة وتظل بحاجة للمزيد، إنها كتلة هائلة من البلازما الساخنة التي تذكرنا دائما بمدى ضآلتنا وضعفنا في هذا الكون الواسع.
* محطة الفضاء الدولية تمر أمام الشمس من متحف غرينتش الملكي (توم ويليامز)
خريف ولكن
وبعيداً عن الصور الملتقطة من الأرض، أعلنت عنها وكالة الفضاء الأوروبية في أكتوبر الماضي، عن صورة من القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل 2، توضح ألوان الخريف عبر الحدود الغربية لمقدونيا الشمالية واليونان، في
من جبال بابا ومتنزه بيليستر الوطني في مقدونيا الشمالية إلى جبال فيرنو (فيتسي) في شمال اليونان، تظهر الأنواع السائدة من الأشجار وهي شجر الزان الأوروبي على ارتفاعات أعلى والبلوط على ارتفاعات متوسطة ومنخفضة.
* ألوان الخريف، في صورة من القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل 2 (وكالة الفضاء الأوروبية)
مساحة إعلانية
إقرأ المزيد