الشرق - 11/29/2024 8:22:57 AM - GMT (+3 )
النائب الأول لرئيس البرلمان السويدي يتحدث لـ الشرق - تصوير: سليم مترامكوت
❖ عواطف بن علي
■ نتشارك مع قطر الالتزام بالوساطة لحل النزاعات وتحقيق السلام
■ نعمل على تعزيز تبادل الخبرات البرلمانية مع الشورى
■ نأمل تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات
■ فرص تعاون عديدة لتحقيق التحول الأخضر
■ إمكانية تعاون كبيرة مع قطر في البحث العلمي والرعاية الصحية
■ نسعى إلى إنشاء شبكة صداقة برلمانية مع منطقة الخليج
أكد سعادة السيد كينيث جي فورسلوند النائب الأول لرئيس البرلمان السويدي أن العلاقات بين قطر والسويد جيدة وهناك فرص متنوعة لتطويرها وفتح آفاق أرحب للتعاون المشترك في عدد من المجالات الدبلوماسية والاقتصادية وخاصة التكنولوجيا الخضراء وقطاع البحث العلمي والرعاية الصحية. وبين السيد كينيث جي فورسلوند أن هناك إمكانيات كبرى لتعزيز التعاون البرلماني بين البلدين من خلال تبادل الخبرات ونقل المعرفة لتحقيق الاستفادة القصوى وتطوير العمل البرلماني في البلدين. وقال النائب الأول لرئيس البرلمان السويدي في حوار لـ الشرق: نسعى في البرلمان السويدي إلى إنشاء شبكة صداقة مع منطقة الخليج تعتمد على جذب البرلمانيين السويديين للمشاركة في هذا العمل بشكل طوعي. وسأعمل على الترويج لهذا والتنسيق لمزيد من التعاون الثنائي.
كما تطرق فورسلوند إلى فرص الشراكة والمبادرات المرتقبة التي تهدف إلى تعزيز العلاقة بين السويد وقطر. وإليكم تفاصيل الحوار.
أجريتم خلال زيارة رسمية لدولة قطر عددا من اللقاءات المهمة مع عدد من المسؤولين والشخصيات ما هي أهم نتائج هذه الزيارة وكيف يمكنها المساهمة في تعزيز العلاقات الثنائية؟
الهدف الرئيسي من زيارتي هو أخذ فكرة عن قطر بشكل أعمق وأكثر قربا من خلال الحوار وتبادل الأفكار على عدد من المستويات. و كذلك التعريف ببلادي السويد وبأهم إنجازاته ورؤيته للمستقبل بالإضافة إلى بحث إمكانيات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.العلاقات بين البلدين جيدة، ولكن هناك دائمًا مجال لتطويرها وفتح آفاق أرحب للتعاون المشترك. تهدف هذه الزيارة والزيارات الأخرى التي تنظمها السويد إلى قطر إلى تعزيز العلاقات وتطويرها بشكل أكبر.
خلال ثلاثة أيام من الاجتماعات المكثفة قمت بعدد من اللقاءات المثمرة والهامة منها اجتماعي مع سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى وسعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى و عدد من النواب القطريين حيث بحثنا سبل تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين. كما اجتمعت مع سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة وبحثنا أوجه التعاون المشترك وسبل دعمها وتطويرها. إلى جانب لقاءات مع عدد من الوفود البرلمانية من دول مجلس التعاون الخليجي، وعدد من سفراء الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى عدد من المسؤولين القطريين في عدد من المؤسسات. وسررت كذلك بمقابلة عدد من القيادات النسائية القطرية ومن المهم جدا مشاهدة تمكين المرأة القطرية التي تملك رؤية إبداعية مميزة و تبذل جهودا استثنائية للمساهمة في تطوير قطر واقتصادها الوطني. وأعتقد أن هذا الجهد النسائي يبعث على الأمل الكبير في المستقبل لذلك كان لقاءً جيدًا للغاية واستمعت الى مشاريع وطموحات كبيرة أظن أنها ستكون محل اهتمام في السويد عندما تتحقق. حسنًا، إنه برنامج متنوع وجيد يوفر لنا نظرة شاملة جيدة عن الوضع والتطورات في قطر. وهي خطوة مفيدة جدًا لنا كنواب برلمان.
- تعاون أوسع
كيف يمكن للسويد وقطر العمل بشكل أوثق في القضايا العالمية مثل الاستدامة والحوكمة والعمل الدبلوماسي؟
نحن دولتان ملتزمتان بالوساطة في النزاعات والسعي لتحقيق السلام والاستقرار. وهذه مجالات نشترك في العمل على تطويرها في إطار العمل الدولي متعدد الأطراف. أعتقد أننا يجب أن نستغل هذا الاهتمام المشترك بشكل أفضل للعمل والتعاون الثنائي. قطر تشهد تطورًا كبيرًا، ومن المهم بالنسبة لنا أن نرى كيف يحدث هذا التطور من خلال تفاعلنا مع مجلس الشورى، يمكننا تبادل الخبرات بين البرلمانيين في السويد وقطر ونقل المعرفة وآليات العمل بين الجانبين لتحقيق الاستفادة القصوى وتطوير العمل البرلماني في البلدين مما يؤثر إيجابيًا على عمل البرلماني في المستقبل.
هل هناك إمكانيات لتحقيق تعاون بين البرلمان السويدي ومجلس الشورى القطري لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية؟
خلال اجتماعاتنا، ناقشنا كيفية ترتيب الإجراءات المختلفة في برلماناتنا وكيفية معالجة القضايا السياسية. أعتقد أن مجرد عقد هذه الاجتماعات يعزز التعاون بين البلدين. أتطلع إلى تشجيع المزيد من البرلمانيين في السويد على الاهتمام بزيارة قطر والتعاون مع البرلمانيين في الدوحة وآمل أن نكون قد نجحنا في إثارة الاهتمام لدى القطريين بما تشهده السويد من تقدم ونماء في مختلف المجالات. اجتمعنا مع عدد من أعضاء مجلس الشورى، بما في ذلك الرئيس ونائبه، وأنا على ثقة أنهم سيتبادلون فحوى اللقاءات مع بقية الأعضاء، مما يفتح المجال أمام مزيد من المعرفة والاتصال بين الطرفين.
نسعى في البرلمان السويدي إلى إنشاء شبكة صداقة مع منطقة الخليج، ما يعتمد على جذب البرلمانيين السويديين للمشاركة في هذا العمل بشكل طوعي.وأعتقد أنه بناءً على التطورات في المنطقة، قد يكون هناك اهتمام بهذا التعاون البرلماني وسأعمل على الترويج لهذا والتنسيق لمزيد من التعاون الثنائي.
- إحلال السلام
عقدت السويد وقطر عدة اجتماعات حول وقف إطلاق النار في غزة واحلال السلام في المنطقة. ما هو موقفكم من الوضع في غزة وفي لبنان؟
الوضع مأساوي حقيقة مع سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وهو أمر محزن للغاية. تأمل السويد في تحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، كما نأمل أن يستمر وقف إطلاق النار الذي أُعلن مؤخرًا بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، هناك حاجة ملحة للعودة إلى مناقشة كيفية بناء المجتمعات بدلاً من تدميرها.
نحن نقدم مساعدات إنسانية لكل من فلسطين ولبنان، ورفعنا في حجم الأموال المخصصة للدعم الإنساني لكن المشكلة الكبرى التي نواجهها هي عدم القدرة على إيصال هذه المساعدات إلى غزة بسبب إغلاق المنافذ البرية. أولويتنا هي دعم المدنيين، ولكننا نواجه صعوبة كبيرة في إيصال الدعم لمحتاجيه بسب ظروف الصراع، هذه هي الأولوية القصوى في الوقت الحالي. هناك إرادة من الجانب السويدي لدعم المدنيين، وهناك تمويل لذلك، ولكننا بحاجة أيضًا لفتح منافذ المساعدات الإغاثية.
تقدم السويد أيضا الدعم لأوكرانيا خلال أزمتها المتواصلة ماهي أهم التحديات التي تواجهونها في هذا الموضوع ؟
طبعا نحن نساعد أوكرانيا في أزمتها المستمرة للأسف، نقدم لهم المساعدات الإنسانية والاقتصادية والعسكرية. في البرلمان السويدي، قررنا مجموعة من حزم الدعم لأوكرانيا بعد بضعة أيام فقط من بداية الحرب الشاملة في 24 فبراير 2022. لذا فقد مر أكثر من ألف يوم على هذه الأزمة. إنها تؤثر علينا بشكل كبير لدينا جالية أوكرانية في السويد، وكان لدينا الكثير من الروابط التجارية مع أوكرانيا سابقًا. لقد تسببت هذه الحرب في مشكلة عالمية تتمثل في زيادة أسعار الإمدادات الغذائية وهذا بالطبع له تأثير على الأسر السويدية كما له تأثير على الفئات الهشة والأكثر عرضة للخطر في أفريقيا ودول العالم النامي إن نقص الحبوب الأوكرانية وغيرها من المنتجات في سوق الغذاء العالمي خلق وضعًا أدى إلى زيادة الأسعار بشكل كبير، مما أدى إلى رفع تكاليف المعيشة بشكل كبير بالنسبة للعائلات محدودة الدخل، كما خلق نقصًا في الإمدادات الغذائية المخصصة للأشخاص الذين يعانون من خطر الجوع، الآن هم يموتون جوعًا. لذا هناك العديد من الأسباب التي تؤكد أن هذه الحرب يجب أن تنتهي.
ما هي رؤيتكم للتعاون بين قطر والسويد في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء؟
حسنًا، نحن في السويد وقطر نعمل معًا على تحقيق التحول الأخضر، وتمتلك السويد العديد من الشركات التي توفر التقنيات والخدمات اللازمة لتحقيق ذلك.لذلك لدينا الكثير لنقدمه لقطر لوضع هذا التحول موضع التنفيذ، وهناك فرص متنوعة للعمل المشترك.وبما أن قطر كذلك تتميز بمستوى عالٍ من التعليم، فإن هناك العديد من الأشخاص الحاصلين على تعليم جامعي جيد، مما يجعل من الممكن لهم المشاركة بفعالية في عملية تطوير هذا المجال. وأعتقد أن هذا التعاون سيساهم في خلق فرص عمل لكلا البلدين.
- فرص تعاون
كيف يمكن للشركات السويدية أن تساعد في خطط تنويع الاقتصاد في قطر، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية والتعليم؟
عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية فإن السويد لديها نظام رعاية صحية متطور للغاية. لدينا العديد من الخبرات، بالطبع، في نظام الرعاية الصحية ونملك شركات تعمل في تكنولوجيا الطب، والعلوم الحياتية، والطب. لدينا منتجات وخدمات وأنواع مختلفة من العلاجات وطرق العلاج التي يمكننا مشاركتها وتصديرها.كما أن هناك العديد من الأبحاث التي تُجرى في هذا المجال حول كيفية إيجاد العلاجات الجديدة للمستقبل، من أجل علاج ما قد نعتبره اليوم أمراضًا غير قابلة للشفاء أو صعبة العلاج، أو التي تستغرق وقتًا طويلاً للعلاج.وأعتقد أن بيئة الأبحاث لدينا في هذا المجال مفتوحة جدًا ومتطورة للغاية نحن نستقطب أفضل الباحثين في هذا المجال.وإذا كنت متعلمًا وماهرًا ومركّزًا في هذه المجالات، فأنت مرحب بك أيضًا للانضمام إلى هذه المبادرات البحثية السويدية والمساهمة فيها.
وعند زيارة هذه المختبرات البيئية البحثية في السويد تجد هناك مجموعة كبيرة من الجنسيات قادمة من جامعات وخلفيات بحثية مختلفة من جميع أنحاء العالم، ينتهي بهم المطاف في السويد لأن لديهم اهتمامًا خاصًا في مجال معين حيث يوجد اهتمام بالبحث العلمي و تطويره في السويد. لذلك هناك أيضًا إمكانية للقطريين الذين لديهم طموحات في هذا المجال للمجيء إلى السويد والمشاركة في بيئة البحث العملي التي تم إنشاؤها في السويد.
- تبادل المعرفة
ما هي رسالتك إلى المجتمع السويدي في قطر وقادة الأعمال ؟ كيف يمكنهم دعم العلاقات بين البلدين؟
أعتقد أن أفضل طريقة هي التعرف على بعضنا البعض أكثر والتقارب من خلال التبادل والحوار، والقيام بزيارات أكثر، واكتساب الانطباعات والمعرفة من خلال التواجد على أرض الواقع وإجراء حوارات واجتماعات مكثفة لتكوين فكرة عن واقع البلدين وتصوراتهم للمستقبل وإمكانيات التعاون المشترك. بالنسبة لي، التواجد هنا في قطر مهم وزيارات القطريين لنا في السويد مرحب بها، الاطلاع على الرؤى بين البلدين والتجارب القائمة يبني المعرفة الحقيقية ويخلق الاهتمام ويوفر الفرص لأفكار جديدة، ولفرص تعاون أوسع وأهم بين قطر والسويد.
هل هناك أحداث قادمة أو زيارات مرتقبة بين البلدين؟
نعم، سنستمر في تنظيم زيارات متنوعة من السويد إلى قطر لمزيد من التعاون والتنسيق في عدد من المجالات. أعلم أن جلالة الملكة ستقوم بزيارة شخصية للدوحة في إطار عمل خيري واجتماعي ضمن صندوق أعمالها الإنساني وذلك في فبراير. أيضًا، سيزور وزيرالدولة للشؤون الخارجية السويدية الدوحة وهو شخص ذو خبرة كبيرة في وزارة الخارجية ولديه مسيرة طويلة وهو شخص ذو تأثير كبير على السياسة الخارجية السويدية وستكون زيارته خطوة مهمة لدفع التعاون مع قطر.
مساحة إعلانية
إقرأ المزيد