سفير إيطاليا لدى الدولة: سمو الأمير يحظى بترحيب حار في إيطاليا باعتباره قائدا عالميا للدبلوماسية
الشرق -
محليات

2

19 أكتوبر 2024 , 09:25م

قطر وإيطاليا

الدوحة - قنا

 أكد سعادة السيد باولو توسكي سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى إيطاليا ستعزز العلاقات بين البلدين، وسترفع مستوى التعاون الثنائي إلى أعلى المستويات في كافة المجالات.

وقال السفير الإيطالي، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية قنا: "نرحب بسمو الأمير باعتباره قائدا عالميا للدبلوماسية والقانون الدولي وداعما قويا للنظام العالمي متعدد الأطراف، ونحن منخرطون سويا في عدد من المساعي التي لا تزال مستمرة والتي نريد تعزيزها بشكل أكبر، بدءا بالعديد من الأزمات التي تشكل جزءا من الأجندة العالمية اليوم".

اقرأ أيضاً

وأوضح أن إيطاليا وقطر عملتا معا للتأكيد على سيادة القانون الدولي وتوفير المساعدات الإنسانية، والحل السلمي للنزاعات بدلا من العنف، وحماية المدنيين تحت أي ظرف، معربا عن قلقه إزاء الوضع في لبنان، حيث تشارك إيطاليا في مهمة اليونيفيل وتعمل على وقف إطلاق النار بصفتها رئيسة مجموعة الدول السبع، مشيرا إلى أن هذا الوضع يشكل مصدر قلق كبير للجميع.

وأكد سعادة السفير الإيطالي أن بلاده دعمت الوساطة القطرية لوقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أن البلدين يعملان معا على الجانب الإنساني، خاصة في مساعدة المدنيين المتضررين من الحرب في غزة، سواء من خلال تقديم المساعدة الصحية والغذاء للناس في القطاع وخارجه، قائلا: "نحن نواصل القيام بهذا العمل، ونحاول توفير الغذاء لغزة، ونحاول حقا بذل كل ما في وسعنا لمساعدة المدنيين".

وفيما يخص التعاون الاقتصادي، قال سعادة السيد باولو توسكي سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة، إن التعاون الاقتصادي مع قطر يقوم على ركيزتين، موضحا أن الركيزة الأولى تتمثل في الاستثمارات المتبادلة المباشرة، مشيرا إلى أن العديد من الشركات الإيطالية موجودة بالفعل في الدوحة وتجعل منها مركزا لعملياتها الإقليمية. وأضاف أنه في الوقت نفسه، يمتد الوجود القطري في إيطاليا عبر قطاعات مختلفة، مثل العقارات، والرعاية الصحية، والرفاهية، والضيافة.

وأوضح سعادته أن التنسيق المكثف بين المؤسسات الإيطالية والقطرية يساهم في مواصلة تعزيز الاستثمارات المباشرة مع التركيز على مجالات ذات اهتمام مشترك.

ولفت سعادته إلى أن الركيزة الثانية تتعلق بالمبادرات التي تقوم بها الدولتان في أسواق أخرى ذات أهمية استراتيجية، مثل أفريقيا.

وقال سعادة السيد باولو توسكي : "في إطار خطة ماتي الإيطالية التي أطلقتها دولة رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني في يناير الماضي، نعمل معا لضمان الاستثمارات الإنتاجية في أفريقيا، والتي يمكن أن تفيد المجتمعات الإفريقية وتمكنها، كما تشارك التكنولوجيا وتخلق مشاريع مستدامة ومربحة لها، ونحن نقوم بذلك من خلال التعاون الثنائي بيننا ومن خلال إشراك المؤسسات المتعددة الأطراف مثل البنك الإفريقي للتنمية والبنك الدولي".

وفي معرض حديثه عن الشراكة بين البلدين في مجال الطاقة، أشار سعادة السفير إلى أن البلدين يواصلان التعاون في تطوير حقل الشمال في قطر، سواء في عمليات التنقيب والإنتاج أو في تطوير البنية التحتية.

وقال سعادته إن إيطاليا تساهم في توسع قطر كقائد عالمي في أسواق الطاقة من خلال التعاون في الأسواق الثلاثة: قطاع النفط، والغاز، وقطاعات الطاقة المتجددة.

وتوقع سعادة السفير باولو توسكي أن يتوسع التعاون بين البلدين أكثر في عامي 2025 و 2026، مضيفا: "نحن ملتزمون جدا بالعمل مع قطر فيما يتعلق بالطاقة المتجددة والحلول المستدامة، بما في ذلك عمليات تحويل النفايات إلى طاقة، فضلا عن أي فرص أخرى".

وشدد على أن موضوع الطاقة يشكل جزءا مهما للغاية من علاقات البلدين التي تواصل النمو باضطراد.

وأضاف سعادة السفير أن مجالات التعاون الأخرى تشمل قطاع الدفاع، مشيرا إلى أن البلدين يرتبطان بعلاقات استراتيجية رفيعة المستوى، وأنه قد تم وضع آليات للعمل المشترك بين القوات المسلحة في البلدين.

وأوضح أن الجيش والقوات البحرية والقوات الجوية والشرطة العسكرية في البلدين قد أقاموا علاقات وثيقة بهدف تطوير الخبرات والتدريب المشترك.

وتطرق سعادة السفير الإيطالي إلى جوانب أخرى من التعاون تشمل التعاون الصناعي والتكنولوجي، والذي حقق نجاحا كبيرا ويتقدم بشكل ملحوظ، إلى جانب التعاون في الأمن الداخلي الذي يشهد تقدما بفضل التعاون الثنائي بين وزارتي الداخلية في كلا البلدين.

وفي هذا السياق، أشار إلى نماذج الجهود المشتركة، مثل التعاون المتعلق بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها إيطاليا في عام 2026، بالإضافة إلى جانب الاهتمام المشترك في مجالات أخرى مثل الأمن السيبراني، حيث ستعمل أجهزة الأمن السيبراني في كلا البلدين على تعزيز علاقاتهما ومواصلة التوسع على مدار العام.

وفي موضوع الثقافة، قال سعادة السيد باولو توسكي في حواره مع قنا: "أعتقد أن كلا البلدين يتشاركان الرؤية القائلة: بأن الثقافة هي أساس كل شيء، فهي تشكل رؤية كل أمة وهويتها، ولهذا السبب فإننا نعمل باستمرار على زيادة التعاون، سواء مع وزارة الثقافة أو مع متاحف قطر"، منوها إلى أن هناك العديد من المساعي بين الجانبين والتي أسفرت عن مبادرات مشتركة.

وتابع: "أحد الأمور الجديرة بالملاحظة بشكل خاص هو التعاون المتزايد لقطر مع أهم المؤسسات الثقافية الإيطالية التي تدعمها الحكومة الإيطالية، هناك نظيران رئيسيان لمتحف قطر، أحدهما في ميلان، والآخر في البندقية، وكلاهما يشهدان زيادة في التعاون مع متاحف قطر، وهو أمر مدعاة للسرور، أما مع وزارة الثقافة القطرية، فيتم العمل بشكل خاص على صناعة النشر والكتب لتقديم المزيد من المواد والمحتوى".

وفي مجال التعليم، أكد سعادة السفير الإيطالي أن هناك تعاونا متزايدا في مجال العلوم بين الجامعات، وهو أمر ذو قيمة عالية، كما في المجالات الطبية الحيوية وفي تدريس اللغة الإيطالية في الدوحة وكذلك اللغة العربية في إيطاليا.

واختتم سعادة السيد باولو توسكي سفير الجمهورية الإيطالية لدى قطر، حواره مع وكالة الأنباء القطرية قنا، بتسليط الضوء على جوانب أخرى من التعاون الثنائي تشمل البنية التحتية والعدالة والسياحة والأمن الغذائي، قائلا: "إن البلدين لديهما العديد من مجالات العمل الجارية ويعملان على توسيعها في السنوات القليلة المقبلة.

وقال سعادته: "إن الشراكة بين إيطاليا وقطر لها قيمة استراتيجية تكمن في التنسيق المستمر بين قيادتينا، وفي العلاقات الوثيقة بين شعبينا وفي الأرقام المتزايدة لتبادلاتنا الاقتصادية، وهذه الزيارة الرسمية هي دليل على ازدهارها، وهي في ذات الوقت حافز للقيام بالمزيد في المستقبل".

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد