حي الشجاعية.. رحلة نزوح الشتاء والصيف
الشرق -
محليات

0

04 يوليو 2024 , 07:00ص

❖ غزة - محمـد الرنتيسي

للمرة الثامنة منذ بدء الحرب الدموية الاقتلاعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر من العام الماضي، ينزح المواطن سعد المغني وعائلته من حي الشجاعية، قاصدين منطقة الشيخ عجلين، بعد أن أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياح الحي بصورة مفاجئة، في إعادة انتاج للأيام الأولى من الحرب، حسب توصيف مراقبين. «أخذنا أغراضنا ومشينا وكانت القذائف تنهمر علينا وتنفجر من حولنا، وبصعوبة كبيرة وصلنا إلى حي الشيخ عجلين، ولمّا لم نجد أي وسيلة نقل تقلنا، أخذنا قسطاً من الراحة، قبل أن نكمل الطريق المحفوف بالمخاطر» قال المغني، واصفاً مشهد نزوحه الثامن، بأنه الأصعب من كل سابقاته، بل إنه لم يعايش مثله منذ بدء العدوان.

اقرأ أيضاً

وأضاف: «أعتقدنا بعد أن عدنا أخيراً إلى حي الشجاعية، بأن رحلة نزوحنا لن تتكرر مرة أخرى، لكننا عشنا فصولها للمرة الثامنة، وكانت أصعب اللحظات، عندما أخبرنا الأقارب والجيران بصعوبة البقاء في الحي، وأن علينا ترك المكان بسرعة، والعودة إلى حيث أتينا». بينما وصف عبد اللطيف الشمالي رحلة نزوحه بالشاقة والصعبة، مبيناً أن تكدس النازحين وقلة وسائل النقل، ضاعفت معاناته وعائلته، حيث اضطروا لحمل أمتعتهم على ظهورهم، ناهيك عن الرعب والخوف الذي عايشوه بفعل الانفجارات العنيفة التي كانت تزلزل الأرض من تحت أقدامهم.

وتابع: «لا نعرف كيف سنتدبر أمورنا، فما أن نستقر في مكان حتى ننزح من جديد، ومنذ تسعة أشهر لم نذق طعماً للنوم أو الراحة، وفي كل مرة نسلك طريق الموت، ونواجه الظروف القاسية ذاتها في مراكز النزوح».

وبالنسبة لعريفة حسنين، فإن نزوحها الحالي هو الأصعب، كونه حمل معه عنصر المفاجأة، ولم تتمكن إثر ذلك من اصطحاب أية أغراض أو أمتعة لها ولأفراد عائلتها، وعليه ستكون مضطرة للبحث عن أمتعة وملابس جنباً إلى جنب مع البحث عن مأوى.

وبدت حسنين قلقة على مصيرها وعائلتها أكثر مما تحتمل، موضحة: «لم نترك مكاناً إلا ونزحنا إليه، وعشنا «رحلة الشتاء والصيف» ونحن نتنقل بين مدارس الأونروا والمستشفيات والجامعات، ولا نعلم أين سيستقر بنال الحال هذه المرة. مللنا النزوح، وكل ما نريده العودة إلى منازلنا حتى لو كانت أكواماً من الركام».

ولئن ينزح أهالي الشجاعية بقطاع غزة، ثماني مرات خلال تسعة أشهر، فهذا يعني أن الحرب الشعواء ألقت عليهم بكل ألوان ومفردات المعاناة، وطالما استمرت فإنهم سيكابدون التعب والمشقة بشكل مضاعف، وفق تعبيرهم.

وبعد تدمير عشرات آلاف المنازل والأبراج السكنية بفعل القصف الهستيري على قطاع غزة، أصبح العثور على سكن أو مستقر ضرباً من المستحيل، وحتى المدارس والمشافي التي غدت ملاذات للنازحين، فقد غصّت بالفارين من جحيم الحرب، ولم يعد فيها متسع، ليبقى العنوان الوحيد، الخيام الملتهبة هذه الأيام بفعل حرارة الصيف.

وكانت قوات الاحتلال أعادت اجتياح حي الشجاعية شرق مدينة غزة، عبر هجوم بري واسع، رافقه قصف جوي ومدفعي عنيف، وطالبت سكانه بإخلائه، والتوجه إلى منطقة غرب غزة، ما دفعهم إلى النزوح من جديد.

ولا يخفي أهالي الشجاعية مخاوفهم، من إطالة أمد نزوحهم، خصوصاً مع انعدام أبسط مقومات الحياة في مراكز النزوح، وتعكس الحالة النفسية الصعبة التي بدت عليها عائلاتهم بؤس المشهد وقساوته، إذ حتى الخيام المصنوعة من النايلون والقماش والصفيح، لم تعد آمنة، ولم تسلم من غارات الاحتلال الوحشية المتواصلة.

ومع دخول العدوان على حي الشجاعية أسبوعه الثاني، تصاعدت جرائم القتل والإعدامات الميدانية بحق سكانه، فتناول النازحون قصصاً مروعة، شملت قصف منازل على رؤوس ساكنيها، وإعدامات ميدانية فيما تسمى زوراً «ممرات آمنة» علاوة على إجبار المواطنين على النزوح جنوباً.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية



إقرأ المزيد