كشفت دراسة دولية حديثة أن البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن يتمتعوا بمستويات أعلى من الرفاهية وجودة الحياة عندما يدركون نقاط قوتهم الشخصية ويستخدمونها بانتظام.

ونشر موقع "سايتك ديلي" تقريرا للصحفية  فيتوريا داليسيو من جامعة باث قالت فيه إن البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين يفهمون نقاط قوتهم الشخصية ويستخدمونها بانتظام، يميلون إلى التمتع برفاهية أكبر، ونوعية حياة أفضل، ومشاكل نفسية أقل، بحسب ما أفادت دراسة دولية جديدة.

أجرى علماء من جامعة باث، وجامعة كينغز كوليدج لندن، والمركز الطبي بجامعة رادبود في هولندا، أول دراسة واسعة النطاق مصممة لقياس نقاط القوة النفسية لدى البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

نُشرت الدراسة في مجلة الطب النفسي، وقارنت بين 200 بالغ مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه و200 بالغ غير مصاب به، وفحصت مدى ارتباط المشاركين بـ 25 سمة إيجابية. شملت هذه السمات الإبداع، والفكاهة، والعفوية، والتركيز الشديد، والتي وصفها الباحثون بأنها "أشياء يجيدونها أو يتفوقون فيها".

على الرغم من أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يرتبط عادة بصعوبات مثل الاندفاعية، والنسيان، وقلة الانتباه، إلا أن النتائج تشير إلى منظور مختلف من خلال التأكيد على أهمية إدراك نقاط القوة الفردية والاستفادة منها.

قال لوكا هارغيتاي، الباحث الرئيسي من قسم علم النفس بجامعة باث: "تقدم لنا هذه النتائج المثيرة مؤشرا على الصفات الإيجابية التي قد ترتبط باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وبالتالي يمكن اعتبارها نقاط قوة مرتبطة بهذا الاضطراب. من المفيد حقا إدراك أنه على الرغم من ارتباط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بصعوبات متنوعة، إلا أنه ينطوي على جوانب إيجابية عديدة".

اظهار أخبار متعلقة

نقاط القوة التي يؤكدها البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

أكد المشاركون المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بعشر نقاط قوة أكثر من أقرانهم غير المصابين، وهي:

التركيز الشديد (التركيز العميق على المهام التي تهمهم).

حس الفكاهة

الإبداع

العفوية

الحدس

على الرغم من التحديات طويلة الأمد التي يواجهها البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في مجالات مثل العمل والعلاقات والصحة النفسية، فقد وجدت الدراسة أنهم قادرون على إدراك نقاط قوتهم واستخدامها في حياتهم اليومية بنفس قدر قدرة غير المصابين بهذا الاضطراب.

الوعي بنقاط القوة يرتبط بصحة نفسية أفضل

الأهم من ذلك، أنه في كلتا المجموعتين، أفاد أولئك الذين كانوا على دراية أكبر بنقاط قوتهم واستخدموها بشكل متكرر بما يلي:

شعور أعلى بالرفاهية الذاتية

جودة حياة أفضل (في المجالات البدنية والنفسية والاجتماعية والبيئية).

أعراض أقل للقلق والاكتئاب والتوتر

قال الدكتور بونيت شاه، المؤلف الرئيسي وأستاذ مشارك في علم النفس بجامعة باث: "تُبرز نتائجنا أن معرفة امتلاكنا لمهارات وصفات إيجابية معينة، واستخدام هذه النقاط عند الحاجة، يمكن أن يكون مفيدا لرفاهيتنا. قد يبدو هذا بديهيا، ولكن الآن بعد أن أكد بحثنا هذه الفرضية، يمكننا البدء في تصميم برامج دعم نفسي بناء على هذه الأدلة الجديدة."

آثار ذلك على التدخلات القائمة على نقاط القوة

تقدم هذه النتائج دعما للتدخلات القائمة على نقاط القوة في خدمات الصحة النفسية - وهو نهج يُستخدم بشكل متزايد في خدمات التوحد، ولكنه لم يُدرس بشكل كافٍ فيما يتعلق باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. قد تشمل هذه الاستراتيجيات النفسية التربوية، والتدريب، والعلاجات المصممة خصيصا لمساعدة الأفراد على تحديد نقاط قوتهم وتوظيفها.

وأضاف الدكتور شاه: "تتمثل الخطوة التالية في دراسة ما إذا كانت التدخلات التي تُعزز إدراك نقاط القوة الشخصية واستخدامها تُحقق تحسينات ملموسة في الصحة النفسية للبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. لطالما طالب المصابون بهذا الاضطراب وغيره من الاضطرابات العصبية بهذا الأمر، ونحن متحمسون لوجود بعض الأبحاث الأولى التي تدعم هذا التوجه."

اظهار أخبار متعلقة

قالت الأستاذة المساعدة مارتين هوغمان، من المركز الطبي بجامعة رادبود في هولندا، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "لا تزال الأبحاث المتعلقة بنقاط القوة المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مراحلها الأولى. معظم الدراسات تقتصر على سؤال المصابين بهذا الاضطراب عن نقاط قوتهم، لكننا سألنا أيضا أشخاصا غير مصابين به. وجدنا أن غير المصابين بالاضطراب يدركون العديد من نقاط القوة نفسها، مع أن المصابين به فقط هم من يُقرّون ببعضها. هذا يُساعدنا على فهم نقاط القوة المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل أفضل".

وأضافت: "من المهم توعية المصابين بهذا الاضطراب ليس فقط بالتحديات التي يواجهونها، بل أيضا بنقاط قوتهم الكامنة لتحسين جودة حياتهم وتقليل المخاطر في العمل أو الدراسة".

إقرأ المزيد