الشرق - 10/29/2025 7:07:20 AM - GMT (+3 )
انطلقت بروفات مسرحية "مائة ليلة وليلى" التي ستمثل قطر في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دورته التاسعة، والمقرر إقامتها خلال الفترة من 12 الى 17 ديسمبر المقبل، والمسرحية من إنتاج شركة السعيد للإنتاج الفني، تأليف طالب الدوس، إخراج فالح فايز، وتمثيل نخبة من الفنانين منهم إبراهيم محمد، طالب الدوس، علي سلطان، إبراهيم لاري، فاطمة الشروقي، موري، حنان صادق، خليفة جبر، عبدالله مبارك، أمير دسمال، أمينة الوكيلي.. سينوغرافيا حافظ خليفة.
وعبّر المخرج فالح فايز عن فخره بتمثيل قطر لأول مرة في المهرجان، مؤكداً أن هذه المشاركة تشكّل محطة فنية مهمة تعكس نضج التجربة المسرحية القطرية وتنوعها. وقال في تصريحات خاصة لـ الشرق: أردنا من خلال "مائة ليلة وليلى" أن ننقل روح المكان القطري، وأصالة اللهجة البدوية التي صاغها بجمالية باذخة الكاتب طالب الدوس، ونقّحها الشاعر المتميز راضي الهاجري.
وأضاف "العمل يجمع بين الشعر والموسيقى والدراما في توليفة تتكئ على الموروث الشعبي، لكنها تُقدَّم برؤية معاصرة، لذلك نحن لا نقدم مسرحاً تقليدياً، بل تجربة بصرية تتماهى مع عناصر البيئة الصحراوية."
واعتبر العمل المسرحي الجديد ثمرة تعاون مستمر منذ سنوات بينه وبين الكاتب طالب الدوس، مشيرا إلى أنه وضع رؤية إخراجية تناسب طبيعة المهرجان، حيث سيتم التركيز على المساحة التي يتيحها الفضاء المسرحي، وعمقه، لافتا إلى أن بعض الممثلين سيتم تدريبهم على ركوب الخيل، ومعايشة الحدث المسرحي لا فقط تقمص الشخصيات، معربا عن أمله في أن تحقق هذه المشاركة إضافة نوعية للمسرح القطري.
وقال مؤلف المسرحية طالب الدوس: وُلدت فكرة «مائة ليلة وليلى» قبل عامين، غير أن ظروفاً حالت دون تقديمها في النسخة الثامنة من المهرجان، فظلت الفكرة تختمر وتنضج حتى حان موعدها هذا الموسم، حيث أعيد النظر في تفاصيلها بروحٍ جديدة ورؤيةٍ أكثر عمقاً.
وأشار الدوس إلى أن المسرحية تنسج حكايتها من عمق الصحراء، من تلك الرمال التي تختزن ذاكرة المكان القطري وموروثه الأصيل، لتستحضر في مشاهدها العادات والتقاليد والغناء الشعبي البدوي، إلى جانب الأدوات التي شكّلت حياة الأجداد في الفلاة، مؤكداً أن هذا الجانب البصري والثقافي في التراث البدوي لم يُستثمر درامياً بالشكل الكافي، رغم ثرائه بالقصص والحكايات الشعبية والصور المدهشة.
وقال: تروي «مائة ليلة وليلى» حكاية رجل يُدعى "شاهر"، يستغل بعض الأعراف البدوية لمطامعه الشخصية في سعيه إلى زعامة القبيلة؛ غير أن طموحه الجامح يقوده إلى ارتكاب جريمة قتل، فيغدو طريداً هائماً في الصحراء، تطارده القبائل ويطارده ظله. ومع انغماسه في دوامة الدم، تتحول نجاته إلى وهمٍ يطارده بالقتل تلو القتل، حتى يتنكر في هيئة راعٍ بين قبيلةٍ أخرى؛ إلا أن ملامح الفارس لا تخفى، فيصعد مجدداً إلى الواجهة، متسللاً نحو السلطة التي طالما حلم بها؛ لكن النبوءة التي حذرته منها العرّافة في الصحراء تتحقق، إذ تقوده شهوته إلى نهايته المأساوية، حين تتحد القبائل وتنهض لمطاردته، لتطوي الصحراء حكايته في مشهدٍ أخيرٍ تلتقي فيه العدالة بالقدر.
إقرأ المزيد


