الشرق - 9/13/2025 1:03:38 AM - GMT (+3 )

الدوحة وجهة للخطاطين ومحط أنظار المثقفين
يعد شيخ الخطاطين المصريين مسعد خضير البورسعيدي، الشهير بـ «خضير البورسعيدي» أحد أبرز أعلام الحرف العربي في العصر الحديث، فهو رئيس نقابة الخط العربي في مصر، وله العديد من المحطات الخاصة بالحرف العربي مصرياً وعربياً.
ما بين طفولته في شوارع بورسعيد المصرية، حيث كان يخط شعارات المقاومة ضد العدوان «الإسرائيلي» وقتها، وصولًا إلى متحفه الشخصي حالياً الذي يضم آلاف اللوحات، شكَّل خضير البورسعيدي مسيرة استثنائية في تعليم الخط العربي وإعادة الاعتبار لجمالياته.
أثناء زيارته للدوحة، لحضور فعاليات جائزة «الأخلاق» المسابقة الدولية لفن الخط العربي، التي نظمتها وزارة الثقافة، التقته للحديث عن تقييمه لهذه الجائزة، فضلاً عن الوقوف على رؤيته للتحديات التكنولوجية التي تواجه الخط العربي علاوة على أهمية المعارض الفنية له، وعلاقة الحرف العربي بالفن التشكيلي، وتالياً تفاصيل ما دار:
◄ انطلاقاً من تاريخك الطويل في الخط العربي وجهودك في تدريب العديد من الخطاطين العرب.. ما تقييمك لمستوى الخطاطين المتأهلين لجائزة «الأخلاق» التي احتفلت وزارة الثقافة باختتامها مؤخراً؟
◄ المسابقة جيدة للغاية، كما أن مستوى المتأهلين لنهائيات الجائزة، تميزوا بمستوى متقدم للغاية، ما عكس احترافهم للخط العربي، وإنجازهم لأعمال متقدمة، لاسيما في الخط الثلث، وكذلك الخط الثلث الجلي، التزاماً منهم بشروط المسابقة.
كما أن المسابقة تسهم في إثراء الخط العربي، ولذلك، أثمن جهود دولة قطر، ممثلة في وزارة الثقافة، إطلاقها لهذه المسابقة، حرصاً منها على إبراز جماليات الخط العربي، وما يمكن أن يعبر به عن قيم أصيلة وراسخة في مجتمعنا العربي، غير أنني كنت أتمنى أن يتم تشكيل لجنة تحكيم المسابقة على أسس ومعايير موضوعية، تتيح تكافؤ الفرص للجميع.
جائزة متفردة
◄ وبرأيك.. ما الميزة التي تميزت بها جائزة الأخلاق عن غيرها من الجوائز التي تتوجه للخط العربي؟
◄ الجائزة التي أطلقتها دولة قطر باسم «الأخلاق» جائزة متفردة بالفعل وأتوقع للنسخ القادمة منها أن تكون نسخاً أكثر تطوراً، وخاصة فيما يتعلق بتشكيل لجنة التحكيم، حتى تكتسب الزخم المناسب.
وحقيقة أبدي إعجابي الشديد بجهود وزارة الثقافة، ممثلة في سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، في إثراء المشهد الثقافي القطري، وحرصه الشديد على أن يكون المثقفون العرب، ومنهم الخطاطون في قلب الدوحة، عاصمة الثقافة والإبداع، ما يعني حرص دولة قطر على أن تكون محط أنظار واهتمام المثقفين العرب على مختلف توجهاتهم الإبداعية.
تحديات تكنولوجية
◄ في سياق آخر.. هل ترى أن الخط العربي يعاني من تحديات تكنولوجية وما يشابهها من تقنيات؟
◄ لا شك أن الخط العربي، وضع لنفسه مكانة جيدة للغاية بين الفنون المختلفة، غير أن ذلك تم انتزاعه بجهد جهيد للغاية، في ظل حرص الخطاطين على أن تكون لهم حقوقهم الفكرية، والتي تهددها التقنيات الحديثة، بالسطو على هذه الحقوق.
كما أتمنى أن يكون هناك تعاون دائم بين الخطاطين العرب، ليكون همهم الأساسي هو إبراز جماليات الخط العربي،، ليظل جميلاً كما هو، وأن يعززه في ذلك تكاتف الخطاطين وتعاونهم، خاصة وهم يعملون على إنجاز فن جميل وراق، بكل ما يحمله من قيم، على نحو ما جاء مسمى جائزة دولة قطر، والتي حملت معنى «الأخلاق».
كائن حي
◄ البعض يرى أن أجهزة الحاسوب يمكن أن تكون داعمة لهم في إنجاز أعمال الخط العربي.. فما تعليقك؟
◄ يستحيل أن تعمل أجهزة الكمبيوتر على تقديم لوحات خطية، تلامس القلب والعقل والروح، فالخط العربي يتسم بميزة يستحيل أن تتوفر في غيره، وهي أنه يلامس حواس الإنسان، فالخط العربي كائن حي، إذا تدخلت معه أجهزة الحاسوب، خرجت منه هذه الروح.
ورغم ذلك، فإنه لا غنى عن أجهزة الحاسوب في أمور أخرى غير الخط العربي، لأنها للأسف حينما تدخل في إنجاز أعمال الخط العربي، فإنها تعمل على إفساده.
وهنا أتذكر ما أنجزته في خطوط مسلسل «ليالي الحلمية» بالتلفزيون المصري، وما استحوذت عليه من تفاعل الجمهور، وحضورها الدائم إلى اليوم، في مشهد الخط العربي.
تنافس الخطاطين
◄ وإلى أي حد تساهم معارض الخط العربي في إحداث تنافس بين الخطاطين العرب؟
◄ لا شك أن تعدد وتنوع معارض الخط العربي يسهم في خلق حالة من التنافس بين الخطاطين في العالم العربي، إذ يكون من أبرز مخرجاتها أنها ترفد الساحة بجيل محترف من الخطاطين، يمكن تأهيلهم إلى لجان تحكيم المسابقات المعنية بالخط العربي.
* هل ترى أن توظيف الخط العربي في الفن التشكيلي يكسبه جمالاً، أم أن الخط العربي فن جميل بذاته، لا يحتاج إلى توظيف؟
** عندما يكون الخطاط خطاطاً، وصل إلى درجة كبيرة من الاحترافية، فإنه يمكنه توظيف الخط العربي في الفن التشكيلي، على خلاف الهواة من الخطاطين، الذين يقحمون أنفسهم في الفن التشكيلي، بدعوى توظيفهم للخط العربي!
إقرأ المزيد