الفنانة التشكيلية والباحثة خولة المناعي لـ "الشرق": «سيرة ومسيرة» يوثق رحلتي الفنية لأكثر من ربع قرن
الشرق -
[unable to retrieve full-text content]

- «سانجة أمي» تلامس القلوب مع اختلاف الشعوب والأجناس

- أعمالي تنحاز للتراث وتتكيف مع الحداثة 

- لوحات معرضي تتنوع بين الرسم والنسيج والسجاد

- أعمالي الفنية دعمت أبحاثي وكتبي وثقت مسيرة التشكيل 

- مشهدنا يزخر بتنوع مدارس الفن التشكيلي



في مسار التشكيل القطري الحديث، تقف الفنانة التشكيلية والباحثة خولة المناعي كصوت بصري ينسج ملامحه الخاصة بعيداً عن المحاكاة والتقليد، كونها تنتمي إلى جيل من الفنانين الذين سعوا إلى إعادة تعريف العلاقة بين التجربة التشكيلية والذاكرة الثقافية.
منذ انطلاقتها، شاركت الفنانة خولة المناعي في معارض كبرى داخل وخارج قطر، لتثبت أن الفن القطري قادر على الانخراط في الحوار العالمي دون أن يفقد جذوره، ما جعلها تحتل موقعاً لافتاً في مسار التشكيل القطري المعاصر، بعدما استطاعت أن تؤسس حضوراً يتجاوز حدود التجربة الفردية إلى فضاء أوسع من البحث البصري والفكري.
في حوارها لـ "الشرق"، تتحدث عن معرضها الجديد في كتارا، والمعنون «سيرة ومسيرة»، حيث تقف عند جديد هذا المعرض، وأبرز ما يميزه، وتلمس تجربتها بعمق، في محاولة لاستكشاف مشروعها الفني، ورصد ملامحه، بما يساهم في صياغة الحركة التشكيلية القطرية.






- كتاب مفتوح
◄  ما الفكرة التي اعتمدتِ عليها في معرضكِ الجديد «سيرة ومسيرة»؟
 اعتمدت على إبراز أعمالي الفنية من عام 1990 إلى عام 2025 والمراحل التي عاصرتها من مختلف المدارس الفنية، حيث إن لكل مرحلة عمرية تجربة ولكل سنة خبرة، كل ذلك انعكس في أعمالي وفي فرشتي للرسم وتمكني من العمل بالخيوط والخامات المختلفة، فأحببت أن يشاهد المجتمع والفنانون هذه الأعمال وكأنها كتاب مفتوح وتاريخ يمثلني.

◄ وما الدلالة التي يحملها مسمى العنوان ذاته؟
لمسمى يتحدث عن السيرة الفنية من خلال الأعمال المعروضة والمسيرة مع المدارس الفنية التي وُجدت من خلال لوحاتي، حيث برزت عدة مدارس فنية مثل التنقيطية في لوحة امرأة من الماضي وهي أقدم لوحات المعرض 1990، وعُرضت في عدة دول منها المغرب وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ولاقت إعجاب الفنانين والنقاد، والمعرض يضم لوحات تعبيرية وتجريدية وسيريالية والخط العربي وفن النسيج والسجاد، وكلها اختصرت في عنوان المعرض.

◄ وهل هذا يعكس أن هذه الأعمال ستكون تتويجاً لمسيرتك الفنية؟
 لدى أعمال كثيرة يقتنيها أفراد وشركات وفنادق ووزارات ومتاحف، والأعمال المعروضة هي جزء بسيط من أعمالي خلال سنوات من عمري الفني بالرسم والنسيج، ولذلك يوثق المعرض أعمالي الفنية، للاطلاع عليها ودراستها.

◄  وما الجديد الذي تحمله لوحاتك خلال المعرض؟
 الجديد، أن الزوار تعرفوا على تاريخي الفني، من خلال اللوحات وعلى جزء من أعمالي في النسيج وجزء من كتبي وإصداراتي ومعملي المنزلي لأدوات الغزل والنسيج.






- لوحة تعبيرية 
◄  يبدو التأثير والتجريد في العديد من أعمالك.. فكيف توظفين هذا الحضور في اللوحات التراثية بكل ما تعبر عنه من واقعية؟
 بعض الأعمال اشتغلها بأسلوب يُسمى دراسة طولية عرضية بأن أرسم اللوحة الواقعية ثم أوجدها في لوحة أخرى بأسلوب تجريدي أو سريالي أو تأثيري، فجزء من دراستي التصوير (الرسم) بعدة مدارس وعدة أساليب فنية، وأحيانا أحب أن تكون اللحظة التي تسجل على قماش اللوحة واقعية أو تجريدية، فالمنظر البصري للعين هو الذي يحدد ماذا يمكن أن يعبر في تلك اللحظة. وأعتبر لوحة «سانجة أمي» بمعنى ماكينة الخياطة لأمي، لوحة تعبيرية واقعية لمست قلب كل من نظر إليها باختلاف الشعوب والأجناس، رسمتها بأسلوب واقعي تأثيري كان وليد اللحظة على قماش «كانفس». أما لوحة الخيول فرسمتها أولا بالخلفية التجريدية ثم الخيول بأسلوب تكعيبي، ويضم المعرض 19 عملاً فنياً بالأبيض والأسود تبين الأسلوب المتنقل ما بين مدرسة وأخرى من الفنون.


- بساطة وتعقيد
◄  هناك من يرى أن أعمالكِ  تمزج بين البساطة والتعقيد، وبين الوضوح والغموض، وبين التراث والحداثة، فكيف تمكنتِ عبر الفرشاة، من تحقيق هذا التضاد؟
 هذه الأعمال حصيلة 35 سنة من جهد فني، نتج عنها معرض جمع الحداثة والتراث وتنوع بين الرسم والنسيج والسجاد والخطوط الإسلامية وصناعة الأقمشة، فظهر تنوعاً، والمميز هنا، أنها جُمعت في مكان واحد، ولفنان واحد.

◄ أيهما كان له دور تجاه دعم الآخر.. أبحاثك التراثية أم أعمالك التشكيلية؟
 الأعمال الفنية دعمت جزءاً من أبحاثي، وهى أعمال متعلقة بالنسيج، لها أثر علمي كبير برز في كتبي حيث كتبت عن السدو بعد دراسة مكثفة وأنجزت قطعاً نسيجية فنية، وكذلك السجاد وفن المندلا والمكرمية كل ما يتعلق بالصوف والخيط كان له أثر كبير في كتبي مثل كتاب (السدو في قطر) والذي ترجمته للغة الإنجليزية وكانت ابنتي لها مشاركة في ترجمته، وكذلك كتاب (موسوعة الألوان في صباغة المنسوجات) وكتاب (الملابس التراثية في قطر) نشرته باللغة العربية والإنجليزية وشاركت ابنتي عليا السنيدي في ترجمته.
أما المجال الفني الآخر فكان له اهتمام بشكل آخر، حيث وثقت البدايات الفنية، من خلال كتاب (العشر الأوائل لرائدات الفن التشكيلي في قطر)، تناولت فيه تاريخ عشر فنانات قطريات، بدايتهن الفنية وأهم أعمالهن وتطورهن ومشاركتهن بالمعارض.



- حضور عالمي 
◄  خلاف حضوركِ في المشهد الفني القطري، فإن لكِ مشاركات عربية ودولية، برأيكِ، ما انعكاسات مثل هذا الحضور خارجياً على إثراء التجربة الفنية المحلية؟
 شاركت في عدة معارض خارجية ونلت شهادات تكريم على مؤلفاتي وأبحاثي الأدبية والعلمية، وحصلت على شهادة تكريم من دولة الكويت عام 2019، كما حصلت على شهادة تقدير باسم دولة قطر واسمي عام 2023 من حاكم الشارقة. وعلى الصعيد الفني، تُعرض لي لوحتان من النسيج في المتحف الوطني السويسري باسم دولة قطر واسمي.



- خدمة الوطن 
◄  في هذا السياق، ما تقييمكِ حالياً لمشهد الفن التشكيلي القطري؟
 اهتمت دولة قطر بالفن وأنشأت الجامعات ونتيجة ذلك برز كثير من الفنانين المتعلمين بكل جدية واحتراف، وبرز بجانبهم فنانون بدأوا كهواة ثم اتقنوا للاحتراف.
كما نلاحظ اختلفت مهارات الفنان حيث نجد الرسامين والحرفيين والنساجين والنحاتين والخزافين فتعددت الفنون والمهارات على الساحة الفنية، وأتمنى التوفيق للجميع، لخدمة الوطن، وألا يقف الفنانون عند محطة بعينها، بل عليهم الاستزادة من العلم، والاطلاع على جميع المدارس الفنية.



إقرأ المزيد